الفصل 047 : التسلل إلى مكتب المدير.

--------------------------------------

عندما جاء (آشماداي) للقاء (أورين) وأختاه، كان قد جاء بخبر جيد عن احتمالية استطاعتهم العثور على هوية أعوان (عشتروت) الكبار.

فقال له (أورين): "لا يزال علينا التعامل مع (مولوخ) و(ليليث)."

رد عليه (آشماداي) بأخبار أخرى إيجابية:

"نحن نعلم من هو (مولوخ). لديه عائلة، وهذا يجعله غير محصن ومعرض للخطر. يمكننا التعامل معه لاحقاً. أما بالنسبة لـ(ليليث)، فلقد أرسلت رجلين إلى مستشفى شارع أوغسطين. لقد وجدوا جثتها في غرفة الأموات. إنها ميتة. لقد استنشقوا الكثير من غاز 'س.ت.م.ج' بينما كانوا هناك، وهم أموات أيضاً. لا تفكروا حتى بالعودة إلى هناك.

رد عليه (أورين) بعد أن كان قد أقسم على عدم العودة:

"لم نكن لنعود إلى هناك أصلاً."

فأكمل (آشماداي) كلامه:

"حسنا، كما كنتُ أقول، (عزازيل). لقد اكتشفت بأنه في اليابان. أو على الاقل، لقد وُلِد في اليابان. سوف أذهب لأرى 'صديقاً' والذي سيعطيني المزيد من المعلومات. هل يتحدث أحدكم اللغة اليابانية؟"

فقال له (أورين) وهو ينظر إلى (جودي):

"(جودي). لقد رأيتها تشاهد الأنمي بدون ترجمة."

قالت (جودي): "حسنا... يمكنني المحاولة."

ابتسم (آشماداي) وقال: "عظيم! وبالنسبة لـ(إسماعيل)... لقد وُلِد ونشأ هنا، في ميستبوري. لقبه العائلي هو (لوبلان - Leblanc)، على الأقل لدينا اللقب الذي وُلِد به. هل وُلِد والدك هنا في ميستبوري؟"

* Leblanc هي الأبيض باللغة الفرنسية *

صمت (أورين) قليلا بينما كان يفكر ثم قال:

"اهمم... حسنا، ليس على حد علمي، ولكن لا شيء سوف يفاجئني ونحن قد وصلنا إلى هذا الحد."

فقال (آشماداي) معلقاً على ذلك:

"إن كان قد وُلِد هنا، وعلى الأرجح أنه قد درس في هذه المدرسة. يجب أن يكون هناك سجل الطلاب في مكتب المدير. يجب أن تبحث عن اسم (لوبلان - Leblanc) وسط سجل بيانات الطلاب إن كنت ستجد شيئاً عنه."

أومأ (أورين) برأسه ثم قال للجميع:

"حسنا، كل شيء مفهوم. أنا و(لورين) سوف نذهب إلى مكتب المدير. هل نحن جميعاً متفقون؟"

رفعت (جودي) يدها وابتسمت ثم قالت له:

"أجل! أحب أن أتمرن على اللغات! أراكم لاحقاً، وكونا حذرَين!"

تنهد (آشماداي) وبدا مرتاحاً ثم قال:

"حسنا، سوف نلتقي مجدداً في مكاننا المعتاد في الزقاق الموجود خلف الجسر مساءًا."

ثم أخرج من جيبه هاتفاً قديماً ومده إليه وقال:

"تفضل هذا الهاتف، يمكننا الكلام من خلاله بسرية تامة، استعمله فقط عندما تريد التواصل معي."

رد عليه (أورين) بينما كان يتفحص الهاتف:

"حسنا، حسنا، حظا موفقاً!"

**

بعد مرور عشرات الدقائق...

كانا (أورين) و(لورين) واقفين أمام باب مكتبة المدير بعد أن ذهبت (لورين) لتغير ملابسها بسرعة وعادا إلى المدرسة حتى تبدأ مهمتهما.

لورين: "ها هو ذا، مكتب المدير. يجب أن نسرع، فالوقت ينفذ منا."

تقدم (أورين) بعد أن أحضر معه العدة الخاصة به، حتى يقوم بفتح قفل باب المكتب، فشرع في العمل بينما يقول لها:

"بالطبع نحن متأخرين، لو لم تذهبي لتغيير ملابسك..."

ظلت (لورين) واقفة مكانها تنتظر من (أورين) حتى يفك القفل وهي تقول له:

"لقد اضطررت لذلك! فأنا لدي حساسية من نوع ثوب تلك التنورة."

ومع مرور الثواني ويد (أورين) بدأت ترتعش من الغضب لأن القفل لا يريد أن يُفتح له بسهولة.

"أيها الباب اللعين... هيا افتح..."

ولكن بعد مرور دقائق فتح الباب أخيرا ودخلاً الغرفة بسلاسة.

"أجل!"

لورين: "عمل رائع!"

"حسناً، دعينا نلقي نظرة عن وجود أيّ دلائل. مستندات، ملفات، مجلدات أو، في حال كنا محظوظين، فسنجد حاسوبا أو هاتفا ذكيا."

"حسنا، فهمت."

انتشر الإثنان حول الغرفة للبحث عن أي دليل حول (إسماعيل) والشيء الوحيد الذي يملكون عنه هو لقبه العائلي (Leblanc).

في البداية ظلا صامتَين بينما كانا يحدقان في أرجاء الغرفة.. فقالت (لورين):

"ألا تظن بأن هذا المكتب..."

فصمتت وقال (أورين):

"أجل، إنه متباهٍ وبالغ التفاخر كثيراً. يقول بأنه لا توجد هناك أموال لشراء حواسيب جديدة ولكن هذا اللعين لديه حوض سمك كبير في مكتبه..."

كانت الغرفة يطغى عليها اللون الأحمر والبني، كانت غامقة للغاية وخانقة وذات أجواء غريبة ومختلفة. مكتب بني وأمامه كنبة بنية غامقة وبينهما طاولة بنية وكأنها صندوق خشبي قصير، ورفوف بنيّة تحمل العديد من الكتب وتلفاز بلازما عريض في الوسط.

حتى تقدم (أورين) قليلاً ولمح كتاباً موضوعاً فوق الطاولة الصغيرة، فاقترب قليلاً ليقرأ عنوانه فكان اسم الكتاب

أسرار العقل وحكايات خيالية أخرى

، فقال (أورين) معلقا على عنوان الكتاب:

"واو، هذا العنوان يبدو مشجعاً للقراءة جداً."

ثم استدار نحو (لورين) وسألها: "هل وجدتِ شيئاً؟"

فأجابته: "لا يوجد شيء هنا، فقط الكتب التجارية. من الغريب أن ليس لديه حاسوباً."

فسألها: "هل بحثتي أسفل المكتب؟"

نزلت مباشرة تحت المكتب وبدأت تبحث حتى قالت:

"همممم... هناك شيء هنا، يبدو بأنها حقيبة جلدية."

فقال لها (أورين) بينما كان يمرر أصابعه بين الكتب على الرفوف:

"نعم تابعي البحث."

حتى صاحت وقالت: "بينغو! هناك حاسوب!"

أخرجت (لورين) الحاسوب من الحقيبة الجلدية ووضعته على المكتب، فجلس (أورين) وفتح الحاسوب المحمول ووجده مشتغلا بالفعل وبدون كلمة سر. فذهب مباشرة إلى مكان سجلات الطلاب وبدأ يكتب اللقب العائلي (Leblanc)...

حتى وجد هناك ملفاً واحداً بذلك الإسم، ثم بدأ يقرأ ما يوجد هناك بصوت مرتفع حتى تسمعه (لورين).

"(ترافيس لوبلان)... لقد قضى 4 سنوات يدرس هنا في السبعينات... وبعد ذلك تم فصله من الدراسة بسبب سلوكه العدواني. مكتوب هنا بأنه قد أرسل زميلاً له إلى المستشفى بسبب شجار وقام بــ..... طعن أستاذ.... 4 مرات. واو، (إسماعيل) هذا كان مجنوناً. بعد ذلك تم تقرير بأن إعادة الاندماج الاجتماعي كان مستحيلاً بالنسبة له، لذلك فقد تم نقله مباشرة إلى منشأة للصحة العقلية. ,هذا كل شيء، لا توجد أيّ تنويهات أخرى عنه."

فسألته (لورين): "هل... هل تعتقد بأنه قد يكون هو والدك؟"

تنهد (أورين) وأغلق الحاسوب ثم قام من مكانه وقال لها:

"أنا... أنا لا أعلم. لم أعد أعرف فيما أفكر بعد الآن... على كل حال دعينا نخرج من هنا قبل أن يتم كشفنا."

أومأت (لورين) برأسها موافقة لقرار (أورين) بالمغادرة بسرعة، وبينما كان يعيد الحاسوب إلى مكانه حتى لا يقعا في مشكلة، لاحظ بأن (لورين) قد طولت كثيراً في فتح الباب، فسألها:

"ماذا هناك؟"

استدارت إليه ببطئ ونظرت إليه بنظرات غريبة وقالت:

"إنه... إنه مقفل."

في تلك اللحظة أمسك (أورين) برأسه وقال وهو غير مصدق:

"مـــاذا?!"

فتقدم ليحاول فتح الباب بنفسك، ولكنه لم يستطع فظل يدفع الباب من مقبضه بقوة لدرجة أنه كاد أن يكسره، فاستدار إلى (لورين) بينما يسب ويلعن بقوة:

"أوه اللعنة... اللعنة!!"

كانت (لورين) حذرة وتفكر في شيء ما، فقالت له:

"حسنا، دعنا نكون هادئين. ألا تستطيع فك قفل الباب ثانية؟"

أجابها وأمله خائب: "لا يوجد هناك قفل يمكنني فكه في هذا الجانب من الباب..."

فأمسكت ذقنها وبدأت تفكر ثانية لوهلة قصيرة من الزمن ثم قالت له وهي تبتسم:

"همممم... ولكن يمكننا الإتصال بـ(آشماداي) بالهاتف الذي أعطانا إياه!"

رفع (أورين) حاجبيه وأسرع باخراج الهاتف من جيبه بينما يقول بعد أن تذكر ذلك:

"هذا صحيح! هو يستطيع أن يأتي ويخرجنا من هنا."

عندما أخرج الهاتف بدأ يعبث به وكان يكتب في لوحة المفاتيح، ثم توقف وبدا على أنه كان يقرأ شيئاً وأقفل الهاتف وقال:

"حسنا، لقد أرسلت له رسالة. وقال لي بأنه سوف يأتي. دعينا نبقى هادئين وننتظر حتى يأتي، لا نستطيع فعل أي شيء آخر الآن."

**

بعد مرور بضعة دقائق...

قفز الإثنين من مكانيهما بعد سماعهم بأن أحدهم يفتح باب المكتب، فصاح (أورين) قائلاً لأخته:

"اسمعي يا (لورين)! (آشماداي) هنا!"

فرحت (لورين) أيضاً وقالت: "الحمد لله!"

حتى فُتِح الباب، دخل شخص بدين قليلاً يرتدي بدلة سوداء وكان يحدث نفسه بصوته الغليظ بينما يقفل الباب من الداخل:

"هؤلاء الأطفال اللعينون... أقسم بأنني يوما ما سوف..."

وبينما كان يُحدث نفسه استدار ووقف مكانه بعد أن وجد (أورين) و(لورين) في مكتبه وهو غير مستوعب لما يراه:

"هاه؟ ماذا..."

ثم صرخ بقوة وأظهر غضبه عليهم:

"مــاذا تـفــعــلان هــنــا بــحــق الجحــيــم؟! هذا مكتبي الخاص!"

كان (أورين) بتعابير عادية جداً على الرغم من أنه كان مصدوماً، ولكن في الجهة الأخرى الشخص الذي كان مذعورا بشدة هي (لورين)، حيث أصبح وجهها أحمراً وبدأت تتنفس بشدة والخوف يكسوها من رأسها إلى قدميها، فبدأت تتلعثم في الكلام محاولة أن تشرح للمدير الأمر:

"اهمم...نـ-نحن.... كنا... اهمم..."

فقاطعها المدير بصوته والغليظ جداً:

"هذا يكفي! لا أهتم لماذا أنتما هنا! العقوبة ستكون هي نفسها لكما! لا بد لي أن أقول، بأنني كنت متوقعا هذا الفعل منكَ يا (أورين)، ولكن أنتِ، (لورين)؟ لقد توقعت شيئاً أفضل بكثير منك، كم هذا مخيب للأمل."

ثم أشر باصبعه البدين نحو (أورين) الذي كان جامدا مكانه وصامتاً لا يقول شيئاً وقال لها:

"هذا الرجل هنا له تأثير سيء عليك يا (لورين)، كان يجب عليك أن تلاحظي هذا من قبل. لقد كنتُ أعتقد بأنكِ أكثر ذكاءًا."

اقتربت (لورين) وهي مذعورة من المدير وقالت واليأس يتملكها:

"أنا آسفة يا سيدي، نحن..."

لكن المدير قاطعها مجدداً وقال:

"أنتِ لستِ آسفة الآن بقدر ما ستكونين كذلك مستقبلاً. كلاكما موقوف من الدراسة لمدة أسبوعين، وبالنسبة لـ(لورين)، يمكنك نسيان تلك المنحة الدراسية التي حصلتي عليها من أجل الكلية."

يتبع..

2022/02/13 · 100 مشاهدة · 1356 كلمة
نادي الروايات - 2024